الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **
1800 - الغرباء ورثة الأنبياء، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو غريب في قومه. قال في التمييز كالمقاصد يروى عن أنس مرفوعا، وهو باطل، ويروي أكرموا الغرباء فإن لهم شفاعة يوم القيامة لعلكم تنجون بشفاعتهم، وبمعناه أحاديث، قال شيخنا ولا يصح شيء من ذلك انتهى، وقال القاري ويرده ما في القرآن نحو وقال في المقاصد أيضا في نسخة سمعان بن المهدي روايته عن أنس مرفوعا، وأخرجه الديلمي عن أبي سعيد مرفوعا في حديث أوله الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله، وله أيضا عن ابن عباس رفعه الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله وعن أمامه وعن خلفه فلم ير أحدا يعرفه غفر له ما تقدم من ذنبه، وله أيضا بلا سند عن ابن عباس رفعه من أكرم غريبا في غربته وحببت له الجنة، ولا يصح شيء من ذلك، وللإمام أحمد بسند فيه ابن لهيعة عن ابن عمرو مرفوعا الغرباء ناس قليلون صالحون انتهى. ولفظ البدر المنير للشعراني الغرباء ناس صالحون قليلون في ناس سوء كثير من ينكرهم ممن يعرفهم. 1801 - غبار المدينة شفاء من الجذام. رواه أبو نعيم في الطب عن ثابت بن قيس بن شماس، ورواه ابن السني بلفظ يبرئ من الجذام، ورواه الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن إبراهيم بلاغا بلفظ يطفئ الجذام، وقال المناوي جاء ذلك عن ابن عمر مرفوعا: روى رزين عنه أنه لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك تلقاه رجال من المخلفين فأثاروا غبارا، فخمروا فغطى بعض من كان معه أنفه فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه، وقال أما علمتم أن عجوة المدينة شفاء من السم، وغبارها شفاء من الجذام. 1802 - غبر الوجوه لو لم يظلموا ظلموا. ليس بحديث، بل هو من كلام بعض الناس، وأراد بهم أهل القرى، وليس بصحيح معناه على إطلاقه. 1803 - غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها. رواه أحمد والشيخان عن أنس، والشيخان والنسائي عن سهل بن سعد، ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة، والترمذي عن سهل وابن عباس، وعد هذا الحديث السيوطي من المتواتر، ورواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي أيوب بلفظ غزوة في سبيل الله أو روحة - خير مما طلعت الشمس وغربت. 1804 - غسل الجمعة واجب على كل محتلم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد، قال النجم وبالوجوب أخذ أبو حنيفة وغيره، لنا حديث سمرة من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل - أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه، وحديث ابن مسعود الغسل يوم الجمعة سنة - أخرجه الطبراني وأبو نعيم عن ابن مسعود. 1805 - غسل الإناء وطهارة الفناء يورثان الغناء. أورده الديلمي ثم ابنه بلا إسناد عن أنس مرفوعا، كذا في الأصل والتمييز وأخرجه الخطيب وابن النجار في تاريخهما، وهو ضعيف، والمشهور على الألسنة: لعق الإناء ولقط الفناء يورثان الغناء، واشتهر أيضا: لعق الإناء ولقط الفناء وترك الزناء يورث الغناء. 1806 - الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل. رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب بسند ضعيف من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة مرفوعا، وفي لفظ للطبراني وأبي الشيخ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده بلفظ الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل، لكن له شواهد: منها ما رواه الترمذي بسند ضعيف أيضا عن أبي سعيد الخدري رفعه الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ومنها ما رواه أبو داود عن عطية السعدي رفعه: إن الغضب من الشيطان، وأن الشيطان خلق من النار، ومنها ما رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن معاوية بلفظ الغضب من الشيطان والشيطان خلق من النار، ومنها ما رواه أبو الشيخ عن أبي سعيد بلفظ الغضب من الشيطان، فإذا وجده أحدكم قائما فليجلس، وإن وجده جالسا فليضطجع. 1807 - الغلاء والرخص بيد الله - حديث. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وأبو يعلى عن ابن عباس، وفي الباب عن أنس وأبي هريرة. 1808 - الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب. رواه الديلمي عن أنس مرفوعا بزيادة والذي نفسي بيده أن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب، ولا يصح كما قاله النووي، وعبارته في فتاويه الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، أخرجه الديلمي عن أنس وأبي هريرة، وقال ابن الغرس عزاه الغزالي للفضيل بن عياض، وقال أيضا نقل شيخنا المناوي عن بعضهم أن المراد بالغناء هنا في الحديث غنى المال قال ويؤيده قوله تعالى 1809 - الغنى غنى النفس. متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ ليس الغنى في كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس. وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه الغنى غنى النفس، والفقر فقر النفس، ورواه العسكري عن أبي ذر في حديث أوله يا أبا ذر أترى أن كثرة المال هو الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب. وفي النجم وروى النسائي وابن حبان وابن عساكر عن أبي ذر يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان فقره في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا، وإنما يضر نفسه شحها، انتهى. وللعسكري أيضا من حديث ابن عائشة قال قال أعرابي: يسار النفس أفضل من يسار المال ورب شبعان من النعم عريان من الكرم. وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة: غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة * فإن زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقرا وأنشد يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه: أناف (جمع أنف) الدنايا على الأرؤس * فغمض جفونك أو نكس وصائل سوادك واقبض يديك * وفي قعر بيتك فاستجلس وعند مليكك فابغ العلو * وبالوحدة اليوم فاستأنس فإن الغنى في قلوب الرجال * وإن التعزز للأنفس وكائن ترى من أخي عسرة * غني وذي ثروة مفلس ومن قائم شخصه ميت * على أنه بعد لم يرمس 1810 - الغيرة من الإيمان، والمَذَاء من النفاق. رواه الديلمي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وفيه فقال الرجل من الكوفة لزيد بن أسلم أحد رجال السند ما المَذَاء؟ قال الذي لا يغار على أهله يا عراقي. والمَذاء بالذال المعجمة كسَمَاء، (عبارة النهاية: والمذاء مأخوذ من المذي، وقيل هو المذاء بالفتح) جمع الرجال والنساء، أو هو الدياثة كالمماذاة فيهما، قاله في القاموس. وقال ابن الغرس الحديث حسن، وروي "المماذي"، قال ابن الأعرابي المماذي القندع وهو من يقود على أهله، انتهى. وعزاه في الدرر للديلمي عن أبي سعيد بالاقتصار على "الغيرة من الإيمان". وفي الغيرة أحاديث كثيرة صحيحة، منها: "المؤمن يغار، والله سبحانه وتعالى يغار، وغيرته أن يأتي عبده ما حرم عليه". ومنها: "غيرتان، إحداهما يحبها الله والأخرى يبغضها الله: الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله". ومنها: "الغيرى لا تدري أعلى الوادي من أسفله". ومنها: "كلوا غارت [في نسختنا "غاث" أمكم، وصححناه بحسب المعنى. دار الحديث] أمكم" يعني عائشة. 1811 - الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم بلفظ هل تدرون ما لغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقوله فقد بَهَتـَّه، وروى الطبراني عن معاذ بسند ضعيف وذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما أعجزه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتم صاحبكم، قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه، قال إن قلتم ما ليس فيه فقد بَهَتـُّمُوه. 1812 - الغيبة أشد من الزنا. قال الصغاني موضوع. لكن في تخريج أحاديث الديلمي للحافظ ابن حجر قال أسنده عن جابر. ويشهد له ما في الديلمي عن معاذ بن جبل بلفظ الغيبة أخو الزنا فتدبر. 1813 - الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء. رواه الترمذي عن عامر بن مسعود وقال أنه مرسل فإن عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وتقدم في حرف الصاد المهملة عن أنس بلفظ الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة. 1814 - الغناء رقية الزنا. قال القاري في الموضوعات هو من كلام الفضيل ابن عياض رضي الله عنه. 1815 - الغنى اليأس مما في أيدي الناس. رواه أبو نعيم والقضاعي عن ابن مسعود وسنده ضعيف. 1816 - الفاتحة - وفي لفظ "فاتحة الكتاب" - لما قرئت له. وقال في اللآلئ: أخرجه البيهقي بإسناده في شعب الإيمان، وأصله في الصحيح. وفي مسند عبد بن حميد: الفاتحة تعدل ثلثي القرآن. وعزا الزركشي ما في الترجمة للبيهقي في الشعب، قال وأصله في الصحيح، وتعقبه في الدرر بأنه لا وجود لهذا الحديث في الشعب وإنما الذي فيه عن عبد الله بن جابر "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". وقال في المقاصد: والذي رأيته في الشعب من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر ألا أخبرك بخير سورة في القرآن؟ قال قلت: بلى يا رسول الله. قال: فاتحة الكتاب. قال راويه علي بن هشام: وأحسبه قال "فيها شفاء من كل داء". وسعيد ابن منصور في سننه والبيهقي في شعبه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: فاتحة الكتاب شفاء من السم. ورواه الديلمي عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا. وعنده عن عمران بن حصين مرفوعا: "في كتاب الله ثمان آيات للعين"، وذكر الفاتحة وآية الكرسي. ولأبي الشيخ في الثواب عن عطاء من قوله: إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب حتى تختمها، تُقضَى إن شاء الله تعالى. ويستأنس لذلك بحديث "خير الدواء القرآن"، وما أشبهه. انتهى. وقال القاري لا أصل له بهذا اللفظ، وكذا غالب فضائل السور التي ذكرها بعض المفسرين. وقال النجم: روى البزار عن أنس: "إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب فقد أمنت من كل شيء إلا الموت"، وهو ضعيف. وروى الديلمي عن عمران بن حصين: فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين من جن أو إنس. وأخرج أحمد والأئمة الستة عن أبي سعيد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية في ثلاثين راكبا، فنزلنا بقوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا، فأبوا. فلـُدِغَ سيدُهم، فأتـَوْنا فقالوا: أفيكم أحد يرقي من العقرب؟ فقلت نعم أنا، ولكن لا أفعل حتى تعطونا شياها. قالوا فإنا نعطيك ثلاثين شاة. قال: فقرأنا عليها "الحمد" سبع مرات، فبرأ. فلما قبضنا الغنم عرض في أنفسنا منها، فكففنا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: أما علمت أنها رقية، اقتسموها واضربوا لي بسهم. وأخرج الإمام أحمد والبخاري عن ابن عباس أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم. فعرض لهم رجل من أهل الحي، فقال هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا، أو سليما. فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، قالوا أخذت على كتاب الله أجرا! حتى قدموا المدينة فقال: يا رسول الله أخذت على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله. وأخرج أبو داود والنسائي وابن السني والحاكم وصححه البيهقي عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل راجعا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله أعندك ما تداوي به هذا؟ فإن صاحبكم، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، قد جاء بخير. قال: فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام في كل يوم مرتين غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل، فبرأ فأعطوني مائة شاة. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: كُل، فمن أكل برقية باطلة، فقد أكلت برقية حق. 1817 - الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. قال النجم رواه الرافعي في أماليه عن أنس، وعند نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر بلفظ: إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها، ويل لمن أخذ بخطامها. 1818 - فداك أبي وأمي. قال النجم قاله النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص، وقاله للزبير بن العوام كما في صحيح البخاري وغيره. 1819 - الفار من الطاعون كالفار من الزحف. رواه أحمد عن جابر زاد ومن صبر فيه كان له أجر شهيد. وفي لفظ والصابر فيه كالصابر في الزحف. 1820 - فاز باللذة الجسور. قال في المقاصد لا أعرفه، ويقرب من معناه التاجر الجسور مرزوق، وربما يتكلف لشبهه في الجملة وكل الرزق بالحمق، والحرمان بالعقل، والبلاء واليقين بالصبر، وأورده الديلمي بلا سند عن الحسين بن علي مرفوعا. وقال النجم هو بعض بيت لمسلم الخاسر وهو: من راقب الناس مات غما * وفاز باللذة الجسور قال وليس بحديث أصلا، وعجبت من السخاوي في إيراده مع شهرته شعرا. 1821 - فاز المخفون. رواه الحاكم وصحح إسناده، وتمام في فوائده عن أم الدرداء أنها قالت قلت لأبي الدرداء ما يمنعك أن تبتغي لأضيافك ما تبتغي الرجال لأضيافهم؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أمامكم عقبة كؤود لا يجوزها المثقلون، فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة، ورواه ابن المظفر في فضائل العباس بزيادة "إن" ورواه الطبراني بسند صحيح عن أم الدرداء بلفظ قالت قلت له تعني أبا الدرداء ما لك لا تطلب كما يطلب فلان وفلان، فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ورائكم عقبة كؤودا، وذكره ابن الأثير في النهاية بلفظ: إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا الرجل المخف، ورواه الطبراني أيضا عن أنس بلفظ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو آخذ بيد أبي ذر فقال يا أبا ذر أما علمت أن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يصعدها إلا المخفون، قال رجل يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين قال عندك طعام يوم، قال نعم، وطعام غد قال نعم وطعام بعد غد، قال لا، قال لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين، وقال في المقاصد ويروى في الحلية لأبي نعيم في قصة عمر بن الخطاب أنه مر بأويس وعرض عليه نفقة فأباها، وقال يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤودا لا يجوزها إلا كل ضامر مخف، وقال القاري فاز المخفون، وفي لفظ نجا المخفون، وهلك المثقلون وهو معنى حديث أبي الدرداء رفعه أمامكم عقبة إلى آخر ما تقدم، وزاد فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة، قال الحاكم صحيح الإسناد. وما أحسن ما قيل: قالوا تزوج فلا دنيا بلا امرأة * وراقب الله واقرأ آي ياسينا لما تزوجت طاب العيش لي وحلا * وصرت بعد وجود الخير مسكينا جاء البنون وجاء الهم يتبعهم * ثم التفت فلا دنيا ولا دينا هذا الزمان الذي قال الرسول لنا * خفوا الرحال فقد فاز المخفونا وقال النجم لا يثبت بلفظه لكن بمعناه. 1822 - الفأل موكل بالمنطق. ليس بحديث وتقدم في: أخذنا فألك من فيك. 1823 - الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين. قال القاري لا أصل له في مبناه، بل باطل باعتبار معناه، فإن من اعتقد أن النبي عليه الصلاة والسلام فر فقد كفر، وأما قول موسى عليه الصلاة والسلام فررت منكم لما خفتكم فهو حكاية عما وقع له قبل النبوة، أما هجرة نبينا فما كان بطريق الفرار، بل بطريق الأمر لله تعالى، مع أن الفرار لا يقال إلا بعد المغالبة والمقاتلة والله أعلم. 1824 - فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام، وفضل شهر شعبان على الشهور كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل شهر رمضان على الشهور كفضل الله على سائر العباد. هو موضوع كما قاله الحافظ ابن حجر في تبين العجب. 1825 - فدى الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام بالكبش. ذكره النجم بحذف الجلالة وبناء فدى للمفعول، وقال ليس بحديث، لكنه كلام صحيح صادق، وفي التنزيل 1826 - فر من المجذوم فرارك من الأسد. رواه الشيخان عن أبي هريرة، وتقدم في: اتقوا ذوي العاهات مع الجمع بينه وبين حديث لا عدوى. 1827 - فضل العلم خير من فضل العبادة. سيأتي لفقيه واحد، قال في التمييز لا يتكلم أي السخاوي عليه في الترجمة التي أشار إليها، وأشعر أنه ضعيف أو لا أصل له، وأقول رواه البزار والطبراني في الأوسط عن حذيفة، والحاكم عنه وعن سعد ابن أبي وقاص لكن بلفظ فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع، قال النجم وتقدم حديث العلم خير من العبادة، قال ومن شواهده الأحاديث الواردة في فضل العالم على العابد، قال وعند ابن عبد البر في فضل العلم بسند ضعيف عن أنس قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال العلم بالله عز وجل، فقيل أي الأعمال تزيد؟ قال العلم بالله، فقيل نسأل عن العمل وتجيب عن العلم، فقال إن قليل العمل ينفع مع العلم، وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل، وأطال في ذلك. 1828 - فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. رواه الترمذي وحسنه عن أبي أمامة مرفوعا قاله عليه الصلاة والسلام لي وعنده رجلان أحدهما عالم والآخر عابد، ونقل النجم عن الترمذي أنه صحيح، وقال وتمامه أن الله عز وجل وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير، وللحارث بن أبي أسامة عن أبي سعيد فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي، رواه الخطيب عن أنس: فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته، وابن عساكر عن ابن عباس فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة، رواه أبو يعلى عن عبد الرحمن بن عوف فضل العالم على العابد بسبعين درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، وروى أبو يعلى وابن عدي عن أبي هريرة بين العالم والعابد مائة درجة، بين كل درجتين خطو الجواد المضمر سبعين سنة. 1829 - فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة. رواه الطبراني والقضاعي عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا، وقال العراقي حديث منكر. 1830 - الفطر مما دخل، وليس مما خرج. رواه أبو يعلى عن عائشة وعلقه البخاري عن ابن عباس من قوله. 1831 - فاطمة بضعة مني. رواه الشيخان عن المسور بن مخرمة. زاد فمن أغضبها أغضبني، ورواه أحمد والحاكم والبيهقي عنه بلفظ فاطمة بضعة - وفي رواية مضغة بميم مضمومة وبغين معجمة - منى يقبضها ما يقبضني ويبسطني ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري. 1832 - الفقر شين عند الناس، وزين عند الله يوم القيامة. رواه الديلمي عن أنس. 1833 - الفقر راحة، والغنى عقوبة، والقتل والجهل ضلالة، والموت خيمة، والمعصية مصيبة. رواه الديلمي عن عائشة في حديث أول الموت غنيمة. 1834 - الفقر للمؤمن خير من الغنى. أسنده الديلمي عن ابن عمر في حديث أوله الموت للمؤمن - الحديث والله أعلم. 1835 - الفقر فخري، وبه أفتخر. قال الحافظ ابن حجر باطل موضوع، وقال في التمييز كالمقاصد ومن الواهي في الفقر ما للطبراني عن شداد بن أوس رفعه الفقر أزين بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس، وقال ابن تيمية كذب، وسنده ضعيف والمعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم كما رواه ابن عدي في كامله، والديلمي كمحمد بن خفيف الشيرازي في شرف الفقراء كلاهما عن معاذ ابن جبل رفعه: تحفة المؤمن في الدنيا الفقر، وسنده لا بأس به، ورواه الديلمي أيضا عن ابن عمر بسند ضعيف جدا. 1836 - الفقر قيد المجرمين. تقدم في: العصمة أن لا تجد، وقال النجم ليس بحديث وكذلك القلة قيد الفراعنة، وكأنهما مثلان لكن يدل على معناهما قوله تعالى 1837 - الفقر سواد الوجه في الدارين. قال الصغاني موضوع. 1838 - الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم. رواه العسكري عن علي مرفوعا بسند ضعيف. وقال النجم وأخرجه العقيلي عن أنس بلفظ العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان ويدخلون الدنيا، فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم، ورواه القضاعي وابن عساكر عنه بلفظ العلماء أمناء الله على خلقه، والديلمي عن عثمان بلفظ العلماء أمناء أمتي، وابن عبد البر عن معاذ بلفظ العالم أمين الله تعالى في أرضه. 1839 - فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. رواه الترمذي وابن ماجه. 1840 - فم ساكت، رب كاف. ليس بحديث، ولكن معناه صحيح وكذا: الله ولي من سكت. قاله في التمييز كالأصل. ووجهه القاري على صحة معناه بأنه مأخوذ من حديث من صمت نجا، ومن توكل على الله كفاه. ثم قال قلت ظاهر التركيب الأول كفر إلا أن يقدر العاطف، انتهى، ويمكن أن يكون من التعداد، فلا يحتاج إلى تقدير العاطف. وهو موجود في بعض النسخ ولا كفر فتأمل. 1841 - في آخر الزمان ينتقل برد الروم إلى الشام، وبرد الشام إلى مصر. قال في الأصل يجري على الألسنة كثيرا حتى سمعت شيخنا يحكيه بقوله يقال مع الإفصاح بأنه لا أصل له. وقد راجعت أنس الشاتي في الزمن العاتي لأبي سعد ابن السمعاني لظني حكايته فيه عن أحد فما وجدته. 1842 - الفقراء سراج الأغنياء في الدنيا والآخرة، ولولا الفقراء لهلكت الأغنياء، ودولة الأغنياء لا بقاء لها، ودولة الفقراء في الآخرة لا فناء لها. هذا الحديث رواه بعضهم عن أربعين الطوسي. قال العلامة ابن حجر المكي في الفتاوى الحديثية وللطوسي من الجلالة ما يمنعه أن يضع في أربعينه حديثا موضوعا، لكن بلفظ الحديث الذي فيها: سراج الأغنياء في الدنيا والآخرة الفقراء، ولولا الفقراء لهلكت الأغنياء، مثل الفقراء كمثل العصا في يد الأعمى، دولة الأغنياء لا بقاء لها، ودولة الفقراء يوم القيامة، وله شاهد رواه بعضهم بسند ضعيف بلفظ اتخذوا عند الفقراء أيادي، فإن لهم دولة يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادي مناد سيروا إلى الفقراء، فاعتذروا إليهم كما يعتذر أحدكم إلى أخيه في الدنيا، انتهى. وأقول تقدم عن كثيرين كالحافظ ابن حجر أن هذا لا أصل له. 1843 - في بيته يؤتى الحكم. قال في المقاصد هو من الأمثال الشهيرة لا الأحاديث المأثورة، وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن الشعبي قال كان بين عمر وأبي بن كعب تدار أي تنازع في شيء، فجعلا حكما بينهما زيد بن ثابت، فأتياه في منزله، فلما دخلا عليه قال له عمر أتيناك لتحكم بيننا - وذكره ثم جلسا بين يديه فقضى بينهما. ومن هنا قيل العلم يسعى إليه كما تقدم في حرف العين. 1844 - في الحركات البركات. وفي رواية بالأفراد فيهما. هو من كلام بعض السلف، ويعارضه قوله أيضا الثبات نبات. لكن يؤيد الأول قوله تعالى { وفي رسالة للإمام القشيري سمعت الأستاذ أبا علي يعني الدقاق يقول قوله في الحركة البركة حركات الظواهر توجب بركات السرائر، انتهى. 1845 - في كل ذات كبد حرى أجر. رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعا، وفي رواية كل ذات كبد رطبه أجر. وفي الباب عن سراق عند البيهقي بلفظ في الكبد الحارة أجر. 1846 - في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله إلا غفر له. قال النجم رواه ابن السني عن أبي هريرة. وأصله في الصحيحين بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجمعة، فقال فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي إلا أعطاه، وأشار بيده يقللها، ورواه الترمذي وابن ماجه عن عمرو ابن عوف المزني بلفظ أن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا أعطاه إياه - الحديث. وفي الباب عن أبي بردة وأنس وجابر وعبد الله بن سلام وأبي سعيد وغيرهم. 1847 - فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. رواه الشيخان وابن ماجه عن أبي موسى في حديث يأتي في كان، ورواه الخطيب عن أنس بلفظ فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء والله أعلم. 1848 - فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. رواه الأربعة عن أبي الدرداء. كذا في النجم. والذي في الجامع الصغير معزوا لأبي نعيم عن معاذ بهذا اللفظ. 1849 - فيهما فجاهد. يعني الوالدين. رواه أحمد والأئمة الستة عن ابن عمرو جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال أحي والداك؟ قال: نعم، قال فيهما فجاهد. وفي رواية عند مسلم أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، فقال هل من والديك أحد حي؟ قال نعم كلاهما، قال فتبتغي الأجر من الله؟ قال نعم، فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما، وله عن أبي هريرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال أحي والداك؟ قال نعم قال فيهما فجاهد. وفي الباب غيره، منه ما رواه ابن ماجه والحاكم وصححه عن معاوية بن جابر عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد، قال ألك والدة؟ قلت نعم، قال اذهب فالزمها، فإن الجنة عند رجليها، ورواه الحكم وصححه البيهقي عن عبد الله بن عمرو بلفظ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان فقال ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما. 1850 - فعل المعروف يقي مصارع السوء. رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد. 1851 - فناء أمتي بالطعن والطاعون. رواه أحمد والطبراني عن أبي موسى.
|